![]() |
|
رسالة المهدي إلى المفيد دليل قطعي على وجوده
المجيب: شبكة الدفاع عن السنة
الشبهة: أدلة وجود المهدي كثيرة ومتضافرة، ومن أهمها الرسالة التي وجهها المهدي إلى عالم الشيعة المفيد، فهذه الرسالة دليل مادي قاطع على وجوده.
الجواب نسوقه من كلام العالم الشيعي حيدر حب الله على هذا الدليل:
قال الشيخ حيدر حب الله: [ هذه الرسالة لم يذكرها الشيخ المفيد (413هـ) في أي من كتبه التي وصلت إلينا، ولم ينسبها أحد إلى كتاب من كتبه فيما نعلم، ومصدرها الوحيد الذي نقل عنه الجميع بحسب الظاهر هو كتاب الاحتجاج للشيخ أبي منصور أحمد بن علي الطبرسي (548هـ)، ولم يشر الطبرسي إلى سند له أو مصدر عثر عليه أخذ منه هذه الرسالة، بل يفهم من كلامه أن شخصا جاء به من ناحية متصلة بالحجاز وأعطاه (أو اعطى ذلك الشخص الشيخ المفيد) هذه الرسالة.
وقد ذكر الطبرسي في مطلع الرسالة النص التالي:
(ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن نعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته :
للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن نعمان أدام الله إعزازه من مستودع المأخوذ على العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين ...).
(الاحتجاج : 318 ـ 322.
ويبدو أنه يقصد بالموصِل ذلك الشخص الذي أتى بالكتاب، وفي هذه الحالة لا نعرف من هو هذا الموصل ومن أي جهة أتى ؟
يضاف إلى ذلك أن آخر الرسالة جاء فيها النص التالي :
(هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي والمخلص في ودنا، الصفي والناصر لنا، الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحدا، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين). (الاحتجاح 2 : 324).
إن هذا المقطع يجيز للمفيد أن ينقل مضمون الرسالة لمن يثق به، ولكن لا يري خطها لأحد.
ونحن نسأل: لو وصلت رسالة من هذا النوع للمفيد، وهي كرامة عظيمة جدا بحسب رأي كل شيعي لما فيها من الكلام العظيم في حق المفيد:
فلماذا لم يعرف بذلك خاصة الشيخ المفيد والمقربون منه ؟
ولم ينقلها أحد من بعده ؟ مثل :
الطوسي
والنجاشي
والمرتضى
والغضائري
وابن الغضائري
وابن البراج
وأبو الصلاح الحلبي
وغيرهم من العلماء
ولم يظهر عين ولا أثر لهذا الموضوع إلا بعد 135 عاما تقريبا من وفاة المفيد؟!.
وقضية من هذا النوع وتكون عادة محل افتخار المحيطين بالشيخ وتلامذته والتابعين له من العلماء والمؤمنين، إلا إذا قيل بأن الشيخ أصر على عدم ذكر أي خبر عن الموضوع لأي أحد، أو ذكرها متشددا بعدم نقلها، ثم عاد الإمام المهدي ونشر الخبر عبر إرساله للشيخ الطبرسي من خلال وسيط مجهول، لا يعلم من هو أساسا، بناء على أن الموصل أوصل الرسالة للطبرسي، وإلا فلو كان الموصل قد أوصلها للمفيد، فالمفروض أن الرسالة قد وصلت للطبرسي عبر المفيد، وهذا يعني أن المفيد قد بث خبرها، فلماذا لم ينتشر خبر من هذا النوع ؟!
فهذه الرسالة في تقديري لا يمكن البناء عليها ولا الاعتماد، لاسيما مع وحدة مصدرها وتأخره، وعدم وجود سند أساسا يطلعنا على كيفية وصولها.
فلعل شخصا مدعيا أرسل الرسالة للشيخ الطبرسي أو الشيخ المفيد، ونقلها الطبرسي لاحتمال صدقها أو تصديقا منه لها بوجدانه.
وهذا كله لا يثبت الرسالة بالنسبة إلينا كما هو واضح فضلا عن بعض الملاحظات المتنية الجزئية فيها. ]
انتهى كلام الشيخ حيدر حب الله
المصدر: إضاءات في الفكر والدين والاجتماع ج1 ص260 ـ 263