![]() |
|
الرئيسية » تحقيقات وتعقبات » هل تسرع الشيخ الألباني في وصف شيخ الإسلام بالتسرع؟ وهل فهم كلامه جيدا؟ (1)
هل تسرع الشيخ الألباني في وصف شيخ الإسلام بالتسرع؟ وهل فهم كلامه جيدا؟ (1)
المجيب: شبكة الدفاع عن السنةالسؤال :
هل تسرع الشيخ الألباني في وصف شيخ الإسلام بالتسرع؟ وهل فهم كلامه جيدا؟ (1)
الإجابة :
وكم من مسلّمات تُذاع وتُشتهر، ويتبين -بعد التحقيق- أن الحق خلافها!
وهذه الوقفة نقدمها إلى الباحثين عن الحق والصدق والهدى.
وأيضا إلى أتباع عبد الله ابن سبأ، الذين فرحوا بكلام الشيخ الألباني رحمه الله.
وأما مسلّمتنا فهي:
ما تعقب به الشيخ الألباني رحمه الله شيخَ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، في رده لحديث الغدير وجعْله من أوضح المكذوبات كما ظن الشيخ الألباني.
ومن اكتفى بكلام الشيخ الألباني دون أن يراجع كلام شيخ الإسلام سيظن أن التعقب في مكانه، وأنه صحيح!
وكذلك أهل الضلال طاروا بكلامه وفرحوا واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا.
ولكن عندما دققنا في كلام شيخ الإسلام رحمه الله وجدنا كلامَه خارجاً البتة عمّا تعقبه به الشيخ الألباني!
وتعقبْ الشيخ الألباني لا علاقة له بكلام شيخ الإسلام، فلم يتنبه له، بل الصواب في كلام شيخ الإسلام رحمه الله، بل لا يخالفه الألباني فيه!
لننظر ماذا قال الألباني أولا:
ففي معرض تخريج العلامة الألباني رحمه الله "لحديث الغدير" في السلسلة الصحيحة، كان قد خَطّأ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تضعيفه للحديث، معتبرا تضعيفه "لحديث الغدير" جاء (من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها. والله المستعان) السلسلة الصحيحة 4/344
فهل فعلا شيخ الإسلام يرد حديث الغدير معتبرا إياه من أكذب الكذب؟
وهل فعلا تسرع في ذلك؟
وهل فعلا لم يجمع طرقه؟!!
وللوقوف على حقيقة مقصد شيخ الإسلام، فلنذكر أولا كلام الحلي، الذي رد عليه شيخ الإسلام، ليتبين لنا ما الذي رده شيخ الإسلام وحكم عليها أنه من الأكاذيب؟
قال الحلي: (قَالَ الرَّافِضِيُّ: " الْبُرْهَانُ الثَّالِثُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا النَّاسَ إِلَى غَدِيرِ خُمٍّ ، وَأَمَرَ بِإِزَالَةِ مَا تَحْتَ الشَّجَرِ مِنَ الشَّوْكِ ، فَقَامَ فَدَعَا عَلِيًّا، فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ فَرَفَعَهُمَا، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَى [بَيَاضِ] إِبِطَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَا الرَّبِّ بِرِسَالَتِي، وَبِالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي. ثُمَّ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» ".
انتهى كلام الحلي.
وهو يزعم فيه:
هذه وقفة أولى مع مقولة مرّت كالمسلّمة ولم يتم مراجعتها والتدقيق فيها.
وكم من مسلّمات تُذاع وتُشتهر، ويتبين -بعد التحقيق- أن الحق خلافها!
وهذه الوقفة نقدمها إلى الباحثين عن الحق والصدق والهدى.
وأيضا إلى أتباع عبد الله ابن سبأ، الذين فرحوا بكلام الشيخ الألباني رحمه الله.
وأما مسلّمتنا فهي:
ما تعقب به الشيخ الألباني رحمه الله شيخَ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، في رده لحديث الغدير وجعْله من أوضح المكذوبات كما ظن الشيخ الألباني.
ومن اكتفى بكلام الشيخ الألباني دون أن يراجع كلام شيخ الإسلام سيظن أن التعقب في مكانه، وأنه صحيح!
وكذلك أهل الضلال طاروا بكلامه وفرحوا واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا.
ولكن عندما دققنا في كلام شيخ الإسلام رحمه الله وجدنا كلامَه خارجاً البتة عمّا تعقبه به الشيخ الألباني!
وتعقبْ الشيخ الألباني لا علاقة له بكلام شيخ الإسلام، فلم يتنبه له، بل الصواب في كلام شيخ الإسلام رحمه الله، بل لا يخالفه الألباني فيه!
لننظر ماذا قال الألباني أولا:
ففي معرض تخريج العلامة الألباني رحمه الله "لحديث الغدير" في السلسلة الصحيحة، كان قد خَطّأ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تضعيفه للحديث، معتبرا تضعيفه "لحديث الغدير" جاء (من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها. والله المستعان) السلسلة الصحيحة 4/344
فهل فعلا شيخ الإسلام يرد حديث الغدير معتبرا إياه من أكذب الكذب؟
وهل فعلا تسرع في ذلك؟
وهل فعلا لم يجمع طرقه؟!!
وللوقوف على حقيقة مقصد شيخ الإسلام، فلنذكر أولا كلام الحلي، الذي رد عليه شيخ الإسلام، ليتبين لنا ما الذي رده شيخ الإسلام وحكم عليها أنه من الأكاذيب؟
قال الحلي: (قَالَ الرَّافِضِيُّ: " الْبُرْهَانُ الثَّالِثُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا النَّاسَ إِلَى غَدِيرِ خُمٍّ ، وَأَمَرَ بِإِزَالَةِ مَا تَحْتَ الشَّجَرِ مِنَ الشَّوْكِ ، فَقَامَ فَدَعَا عَلِيًّا، فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ فَرَفَعَهُمَا، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَى [بَيَاضِ] إِبِطَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَا الرَّبِّ بِرِسَالَتِي، وَبِالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي. ثُمَّ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» ".
انتهى كلام الحلي.
وهو يزعم فيه:
1- أن آية (اليوم أكملت .... ) قد نزلت في غدير خم.
2- وعلى إثرها قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَا الرَّبِّ بِرِسَالَتِي، وَبِالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدِي. ثُمَّ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ).
ومن هنا جاء تعقب كلام شيخ الإسلام عليه فقال:
(الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْمَوْضُوعَاتِ. وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَالْمَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ. وَلِذَلِكَ لَا يُوجَدُ هَذَا فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِدِ وَالتَّفْسِيرِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، «وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا ; لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ [الْيَوْمَ] عِيدًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَأَيُّ آيَةٍ هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ يَوْمٍ نَزَلَتْ، وَفِي أَيِّ مَكَانٍ نَزَلَتْ. نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ» . وَهَذَا مُسْتَفِيضٌ مِنْ زِيَادَةِ وُجُوهٍ أُخَرَ. وَهُوَ مَنْقُولٌ فِي كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ: الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِدِ وَالْجَوَامِعِ وَالسِّيَرِ وَالتَّفْسِيرِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَهَذَا الْيَوْمُ كَانَ قَبْلَ غَدِيرِ خُمٍّ بِتِسْعَةِ أَيَّامٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ ذِي الْحِجَّةِ، فَكَيْفَ يُقَالُ: إِنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ الْغَدِيرِ؟ !)
ثم قال رحمه الله مستكملا الوجوه:
(الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ، وَهُوَ قَوْلُهُ: " «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» " كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» " فَلَهُمْ فِيهِ قَوْلَانِ، وَسَنَذْكُرُهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - فِي مَوْضِعِهِ).
وبالنظر في كلام شيخ الإسلام يتبين لنا جليا بوضوح محكم غير متشابه، أنه:
1- إنما يضعّف سياق حديث الغدير المرتبط بنزول آية إكمال الدين، وبكلام النبي صلى الله عليه وسلم إثره من التكبير والتحميد على كمال الدين، الذي أنهاه بحديث الغدير.
2- ويحكم أيضا بالكذب على هذه الزيادة من حديث الغدير: (اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ)
فهذا ما قال عنه شيخ الإسلام: (أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْمَوْضُوعَاتِ. وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَالْمَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ. وَلِذَلِكَ لَا يُوجَدُ هَذَا فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ).
3- وأن خصوص حديث الغدير بهذه اللفظة (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، قال فيه: (فَلَهُمْ فِيهِ قَوْلَانِ، وَسَنَذْكُرُهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - فِي مَوْضِعِهِ).
وهذا يعني أنه: نقل القولين فيه، وسيحيل إلى مكان آخر ليتحدث عنه.
وقبل تبيين رأي شيخ الإسلام في خصوص هذا اللفظ، فيطيب لنا أن نسأل السؤال التالي:
1- هل العلامة الألباني يصحح غدير خم بهذا السياق، من نزول الآية فيه، وتمام قول النبي صلى الله عليه وسلم الكامل بعده كالذي زعمه الحلي؟!!
2- أم أنه يعده موضوعا، فلا يحتاج لجمع الطرق والتدقيق؟
3- وليس هناك تسرع ومبالغة لمن كذبه وعده من الخرافات؟!
وبديهي أن الألباني لا يخالف شيخ الإسلام أبدا.
فالحمد لله فقد تبين وجه الحق في كلام شيخ الإسلام، وتبين معه أن الشيخ الألباني قد وهم في فهم كلام شيخ الإسلام.
بعد هذا لا غضاضة من طرح السؤال التالي: إذن فما هو رأي شيخ الإسلام في الحديث نفسه؟
والجواب: أن شيخ الإسلام يكذب كل الألفاظ الزائدة على أول الحديث، وهذا يوافقه عليه الشيخ الألباني في الجملة.
وأما لفظ (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) فقد نقل فيه القولين، وتوقف فيه، ولم يقل أنه من الموضوعات والمكذوبات.
وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
(فَعُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي غَدِيرِ خُمٍّ أَمْرٌ يُشْرَعُ نَزَلَ إِذْ ذَاكَ، لَا فِي حَقِّ عَلِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ لَا إِمَامَتِهِ، وَلَا غَيْرِهَا.
لَكِنَّ حَدِيثَ الْمُوَالَاةِ قَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» "، وَأَمَّا الزِّيَادَةُ وَهِيَ قَوْلُهُ: " «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . . . " إِلَخْ فَلَا رَيْبَ أَنَّهُ كَذِبٌ.
وَنَقَلَ الْأَثْرَمُ فِي " سُنَنِهِ " عَنْ أَحْمَدَ أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَهُ عَنْ حُسَيْنٍ الْأَشْقَرِ، وَأَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا: قَوْلُهُ «لَعَلِيٍّ: إِنَّكَ سَتُعْرَضُ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي فَلَا تَبْرَأُ، وَالْآخَرُ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . فَأَنْكَرَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ جِدًّا لَمْ يَشُكَّ أَنَّ هَذَيْنِ كَذِبٌ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «أَنْتَ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» ، كَذِبٌ أَيْضًا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» " فَلَيْسَ هُوَ فِي الصِّحَاحِ لَكِنْ هُوَ مِمَّا رَوَاهُ الْعُلَمَاءُ، وَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي صِحَّتِهِ فَنُقِلَ عَنِ الْبُخَارِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُمْ طَعَنُوا فِيهِ وَضَعَّفُوهُ، وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ حَسَّنَهُ كَمَا حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ صَنَّفَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ مُصَنَّفًا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ".
هذا هو رأي شخ الإسلام في خصوص هذا اللفظ:
ومن هنا جاء تعقب كلام شيخ الإسلام عليه فقال:
(الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْمَوْضُوعَاتِ. وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَالْمَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ. وَلِذَلِكَ لَا يُوجَدُ هَذَا فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِدِ وَالتَّفْسِيرِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، «وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا ; لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ [الْيَوْمَ] عِيدًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَأَيُّ آيَةٍ هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 3] فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ يَوْمٍ نَزَلَتْ، وَفِي أَيِّ مَكَانٍ نَزَلَتْ. نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ» . وَهَذَا مُسْتَفِيضٌ مِنْ زِيَادَةِ وُجُوهٍ أُخَرَ. وَهُوَ مَنْقُولٌ فِي كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ: الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِدِ وَالْجَوَامِعِ وَالسِّيَرِ وَالتَّفْسِيرِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَهَذَا الْيَوْمُ كَانَ قَبْلَ غَدِيرِ خُمٍّ بِتِسْعَةِ أَيَّامٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ ذِي الْحِجَّةِ، فَكَيْفَ يُقَالُ: إِنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ الْغَدِيرِ؟ !)
ثم قال رحمه الله مستكملا الوجوه:
(الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ، وَهُوَ قَوْلُهُ: " «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» " كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» " فَلَهُمْ فِيهِ قَوْلَانِ، وَسَنَذْكُرُهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - فِي مَوْضِعِهِ).
وبالنظر في كلام شيخ الإسلام يتبين لنا جليا بوضوح محكم غير متشابه، أنه:
1- إنما يضعّف سياق حديث الغدير المرتبط بنزول آية إكمال الدين، وبكلام النبي صلى الله عليه وسلم إثره من التكبير والتحميد على كمال الدين، الذي أنهاه بحديث الغدير.
2- ويحكم أيضا بالكذب على هذه الزيادة من حديث الغدير: (اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ)
فهذا ما قال عنه شيخ الإسلام: (أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْمَوْضُوعَاتِ. وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَالْمَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ. وَلِذَلِكَ لَا يُوجَدُ هَذَا فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ).
3- وأن خصوص حديث الغدير بهذه اللفظة (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، قال فيه: (فَلَهُمْ فِيهِ قَوْلَانِ، وَسَنَذْكُرُهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - فِي مَوْضِعِهِ).
وهذا يعني أنه: نقل القولين فيه، وسيحيل إلى مكان آخر ليتحدث عنه.
وقبل تبيين رأي شيخ الإسلام في خصوص هذا اللفظ، فيطيب لنا أن نسأل السؤال التالي:
1- هل العلامة الألباني يصحح غدير خم بهذا السياق، من نزول الآية فيه، وتمام قول النبي صلى الله عليه وسلم الكامل بعده كالذي زعمه الحلي؟!!
2- أم أنه يعده موضوعا، فلا يحتاج لجمع الطرق والتدقيق؟
3- وليس هناك تسرع ومبالغة لمن كذبه وعده من الخرافات؟!
وبديهي أن الألباني لا يخالف شيخ الإسلام أبدا.
فالحمد لله فقد تبين وجه الحق في كلام شيخ الإسلام، وتبين معه أن الشيخ الألباني قد وهم في فهم كلام شيخ الإسلام.
بعد هذا لا غضاضة من طرح السؤال التالي: إذن فما هو رأي شيخ الإسلام في الحديث نفسه؟
والجواب: أن شيخ الإسلام يكذب كل الألفاظ الزائدة على أول الحديث، وهذا يوافقه عليه الشيخ الألباني في الجملة.
وأما لفظ (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) فقد نقل فيه القولين، وتوقف فيه، ولم يقل أنه من الموضوعات والمكذوبات.
وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
(فَعُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي غَدِيرِ خُمٍّ أَمْرٌ يُشْرَعُ نَزَلَ إِذْ ذَاكَ، لَا فِي حَقِّ عَلِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ لَا إِمَامَتِهِ، وَلَا غَيْرِهَا.
لَكِنَّ حَدِيثَ الْمُوَالَاةِ قَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» "، وَأَمَّا الزِّيَادَةُ وَهِيَ قَوْلُهُ: " «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . . . " إِلَخْ فَلَا رَيْبَ أَنَّهُ كَذِبٌ.
وَنَقَلَ الْأَثْرَمُ فِي " سُنَنِهِ " عَنْ أَحْمَدَ أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَهُ عَنْ حُسَيْنٍ الْأَشْقَرِ، وَأَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا: قَوْلُهُ «لَعَلِيٍّ: إِنَّكَ سَتُعْرَضُ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي فَلَا تَبْرَأُ، وَالْآخَرُ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . فَأَنْكَرَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ جِدًّا لَمْ يَشُكَّ أَنَّ هَذَيْنِ كَذِبٌ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «أَنْتَ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» ، كَذِبٌ أَيْضًا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: " «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» " فَلَيْسَ هُوَ فِي الصِّحَاحِ لَكِنْ هُوَ مِمَّا رَوَاهُ الْعُلَمَاءُ، وَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي صِحَّتِهِ فَنُقِلَ عَنِ الْبُخَارِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُمْ طَعَنُوا فِيهِ وَضَعَّفُوهُ، وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ حَسَّنَهُ كَمَا حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ صَنَّفَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ مُصَنَّفًا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ".
هذا هو رأي شخ الإسلام في خصوص هذا اللفظ:
- فلم يرده
- ولم يقل إنه من أكذب الكذب
- ولم يتسرع
- ولم يتقاعس عن جمع طرقه
- نقل القولين وتوقف فيه وهذا من منتهى الأمانة
فرحمه الله من عالم إمام، صادق اللهجة، متين العلم، واسع الإحاطة، منصف دائم الإنصاف.
ومن أراد التوسع في تخريج حديث الغدير، بخصوص لفظه أو بسائر زياداته، فليرجع إلى تخريج الشيخ شعيب رحمه الله للمسند.
هذه هي الوقفة الأولى، ولنا وقفة ثانية مع تعقب آخر من الشيخ الألباني لشيخ الإسلام رحمهما الله.
والحمد لله رب العالمين.
ومن أراد التوسع في تخريج حديث الغدير، بخصوص لفظه أو بسائر زياداته، فليرجع إلى تخريج الشيخ شعيب رحمه الله للمسند.
هذه هي الوقفة الأولى، ولنا وقفة ثانية مع تعقب آخر من الشيخ الألباني لشيخ الإسلام رحمهما الله.
والحمد لله رب العالمين.