![]() |
|
هل يصح حديث: (سلمان منا أهل البيت)، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟
المجيب: شبكة الدفاع عن السنةهل يصح حديث: (سلمان منا أهل البيت)، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة (176/8)، حديث (3704):
[ 3704 - (سلمان منا أهل البيت) .
ضعيف جداً
روي من حديث عمرو بن عوف، وأنس بن مالك، والحسين ابن علي بن أبي طالب، وزيد بن أبي أوفى.
1- أما حديث عمرو؛ فيرويه حفيده كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة، عام ذكرت الأحزاب خطة المذابح، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقالت الأنصار: لا؛ بل سلمان منا! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 82-83 و 7/ 318-319) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (21/ 85) ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص 25) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 260-261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 54) ، ومن طريقه وطريق ابن سعد: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 409) ، والحاكم (3/ 598) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 418) من طرق عن كثير..
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ لأن كثيراً هذا متروك؛ قال الذهبي في "الكاشف": "واه، قال أبو داود: كذاب".
قلت: وكأنه لذلك سكت عنه الحاكم ولم يصححه كعادته، وأما الذهبي فقال في "تلخيصه": "قلت: سنده ضعيف".
والحق ما ذكرته، وهو الذي يقتضيه قول الذهبي المتقدم، ويؤيده قوله في "سير الأعلام" (1/ 540) بعد أن ساق الحديث: "كثير متروك".
2- وأما حديث أنس؛ فيرويه جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا النضر بن حميد، عن سعد الإسكاف، عن محمد بن علي، عنه مرفوعاً به.
أخرجه البزار في "مسنده" (3/ 184/ 2524) عنه به، وفيه قصة، وزاد في آخره: "فاتخذه صاحباً". ثم قال:
"لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه إلا جعفر عن النضر، والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث".
كذا قال، وحالهما أسوأ مما قال؛ فإن سعداً هذا - وهو ابن طريف -؛ قال الحافظ في "التقريب": "متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضياً".
والنضر؛ قال البخاري: "منكر الحديث".
وبه أعله الهيثمي؛ فقال (9/ 118) :"رواه البزار، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".
وقد اضطرب في إسناده هو أو شيخه سعد، فجعل الحسين بن علي مكان أنس، وهو التالي:
3- قال أبو يعلى في "مسنده" (12/ 142/ 6772) :
حدثنا الحسن بن عمر ابن شقيق الجرمي: حدثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد الكندي، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: ... فذكره بتمامه. وهكذا أخرجه ابن عساكر (7/ 410-411) عنه، ورواه أبو الشيخ أيضاً (24-25) من طريق أبي يعلى، ولكنه لم يسق القصة، ولا الزيادة. وقال الهيثمي (9/ 117) :
"رواه أبو يعلى، وفيه النضر بن حميد الكندي، وهو متروك".
قلت: وشيخه مثله كما تقدم بيانه في الذي قبله.
4- وأما حديث زيد بن أبي أوفى:
فيرويه مشرق بن عبد الله في "حديثه" (62/ 2) وابن عساكر (7/ 412) من طريق محمد بن إسماعيل بن مرداتي، عن أبيه إسماعيل: حدثني سعد بن شرحبيل، عنه به في حديث طويل.
قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً من رجاله.
وجملة القول؛ أن الحديث ضعيف جداً، وبخاصة الزيادة التي في آخره، فإنها ليست في الحديث الأول مع شدة ضعف إسناده.]
انتهى كلام العلامة الألباني.
وقد صححه موقوفا على علي رضي الله عنه وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمرفوع هو المنتشر بين المسلمين بفعل الآلة الإعلامية للسبئيين من قديم.
ولا يضر ضعف الحديث سلمان رضي الله عنه بشيء، ولكن ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر وفضل سلمان ومكانته أمر آخر.
والسبئيون يروجون الأباطيل وينسبون لسلمان الأكاذيب، ويرفقون هذا بحديث (سلمان منا أهل البيت).
وكل ما يقوله السبئيون هو الباطل الذي يسخط الله ويعاقب عليه.