![]() |
|
الرد على الشيعة حول اتهامهم أبا موسى الأشعري بالنفاق (3)
المجيب: شبكة الدفاع عن السنة
الرد على الشيعة حول اتهامهم أبا موسى الأشعري بالنفاق (3)
الدكتور عبد الرحمن دمشقية
سادسا: موقف أبي الطفيل من أبي موسى؟
لئن كان الصحابي أبو الطفيل هو راوي الحديث الذي يُظن فيه إدخال أبي موسى في زمرة أصحاب العقبة (قد بينا في الوجه الرابع أن هذا غير صحيح)، فماذا عن موقفه الصريح الصحيح القطعي من أبي موسى، أهو من أهل العقبة من الصحابة الأخيار؟!
أخرج الإمام مسلم (2154) بسنده قال:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: « جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا أَبُو مُوسَى. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا الْأَشْعَرِيُّ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ رُدُّوا عَلَيَّ، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا رَدَّكَ؟ كُنَّا فِي شُغْلٍ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلَّا فَارْجِعْ. قَالَ لَتَأْتِيَنِّي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ، وَإِلَّا فَعَلْتُ وَفَعَلْتُ. فَذَهَبَ أَبُو مُوسَى، قَالَ عُمَرُ: إِنْ وَجَدَ بَيِّنَةً تَجِدُوهُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ عَشِيَّةً، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ بَيِّنَةً فَلَمْ تَجِدُوهُ. فَلَمَّا أَنْ جَاءَ بِالْعَشِيِّ وَجَدُوهُ قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا تَقُولُ: أَقَدْ وَجَدْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ . قَالَ: عَدْلٌ. قَالَ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَلَا تَكُونَنَّ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا سَمِعْتُ شَيْئًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ .»
فهذه شهادة من أبي الطفيل صاحب رواية الشبهة بأن أبا موسى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جهر بهذا في وجه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه طالبا منه أن يخفف عنه لأنه من الصحابة!
فكيف يحتج بالرواية المشتبهة (قد أثبتنا حقيقتها) وتترك هذه الشهادة القطعية؟
ألس هذا صنيع من في قلبه مرض!
سابعا: ماذا عن شهادة حذيفة؟
بالرجوع إلى الوجه الرابع من الرد يتبين الجواب جليا على هذا السؤال، ونزيد الأمر أكثر ونقول:
لا يمكن أن يشهد حذيفة بنفاق أبي موسى وقد زكاه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يوكله بمهمات كثيرة منها الى اليمن.
حيث قال له كما تقدم: ولَكِنِ اذْهَبْ أنْتَ يا أبا مُوسَى -أوْ يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ- إلى اليَمَنِ .(البخاري6923).
وتبعه الخلفاء الراشدون في توليته. فولاه عثمان على البصرة ثم الكوفة.
بل قد افتتح أبو موسى الأهواز كما في مصنف ابن أبي شيبة (حديث33401).
وهكذا عرف لأبي موسى جهاده في حياة النبي بتكليف من النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرفنا جهاده بعد النبي صلى الله عليه وسلم بافتتاحه الأهواز وبتولية الخليفة عثمان له على البصرة والكوفة.
وإذا أضفنا كل الفضائل الصحيحة التي تقدمت، فلا يمكن حينئذ ترجيح ما تشابه على كل هذا المحكم.
هذا تنزلا، وإلا فكيف لو كانت شهادة حذيفة أصلا لا تصح!
ثامنا: المخالف لم يأت بكلام صريح صحيح يناقض ما ذكرنا!
أمام هذه الوجوه المتقدمة الدالة على تهافت هذه الشبهة، يفرض هذا السؤال نفسه:
ماذا في جعبة المخالف ليعارض بها كل هذه الوجوه؟
1- ماذا في جعبته ليعارض مناقب أبي موسى الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
2- ماذا في جعبته ليعارض شهادة أبي الطفيل فيه؟
3- ماذا في جعبته ليعارض جهاده وثباته وصدقه؟
ليس معه إلا لفظ حديث مشتبه لا يثبت ومخالف لأدلة كثيرة.
تاسعا: هل اتهم عمار أبا موسى بالنفاق؟
قد تقدم أن عمارا وحذيفة كانا في العقبة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عرفا الملثمين أو عرفوا ظواهرهم، فهل ثبت أن عمارا اتهم أبا موسى بوجوده في العقبة؟!
بل على العكس لقد كانت علاقة عمار بأبي موسى على أحسن حال حتى إلى أواخر أيام عمار قبيل استشهاده!
أخرج البخاري عن التابعي شقيق بن سلمة أنه قال:
دَخَلَ أبو مُوسَى وأَبُو مَسْعُودٍ علَى عَمَّارٍ، حَيْثُ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إلى أهْلِ الكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ، فَقالَا: ما رَأَيْنَاكَ أتَيْتَ أمْرًا أكْرَهَ عِنْدَنَا مِن إسْرَاعِكَ في هذا الأمْرِ مُنْذُ أسْلَمْتَ؟ فَقالَ عَمَّارٌ: ما رَأَيْتُ مِنْكُما مُنْذُ أسْلَمْتُما أمْرًا أكْرَهَ عِندِي مِن إبْطَائِكُما عن هذا الأمْرِ، وكَسَاهُما حُلَّةً حُلَّةً، ثُمَّ رَاحُوا إلى المَسْجِدِ.
فرغم الخلاف في وجهة النظر حول أحداث ما قبل حرب الجمل وما رافقها من تشنجات، فإن هذا لم يمنعهم من تبادل العتاب ثم الانفصال بمحبة وأخوة صادقة والرواح للمسجد سويا!
فهل يذهب عمار مع منافق من أهل العقبة إلى المسجد؟ أو يعاتبه في قضية تحتمل الخلاف ثم يسكت عن عتابه بالكفر والنفاق؟!
نعوذ بالله من سوء النية وفساد العقل!!
عاشرا: هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين؟
لم يعهد عن نبينا صلى الله عليه وسلم تعيين أحد بالنفاق باسمه وأمام الناس، وكذلك حذيفة لم يكن هذا عهده، وقد كان كاتما أمينا لسر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي على هذا الوفاء والكتمان.
فلم يقل لأحد علانية بوجهه أو في غيابه أنه منافق، وإنما كان يمتنع عن الصلاة عليه حال وفاته.
ولو باح أو صرح باسم أحدهم لعد هذا مناقضا لحكمة إسرار النبي صلى الله عليه وسلم أسماء المنافقين اليه!
فكيف يصرح حذيفة أمام كل الناس أن أبا موسى الأشعري منافق؟
تعلمنا هذا الأدب النبوي من النبي صلى الله عليه وسلم حيث أبقى أسماء المنافقين سرا لم ينشره بما يقيم الفتنة ولا يقعدها. ولم يطلع عليه إلا حذيفة.
فما أجهل الرافضة بهذا الأدب النبوي.
ثم كيف لم يورد حذيفة اسم هذا الرجل من أهل العقبة كما تصفه الرواية، لكنه قالها لأبي موسى الأشعري وحده دون بقيتهم؟
هذه فائدة مهمة جدا تكشف لك زيغ الشيعة وفرحهم وطيرانهم بأي شبهة تطعن بالصحابة.
حادي عشر: ياسر الحبيب يتبجح بالانتصار!
وأخير ا نقول، حتى لو فرضنا ثبوت نفاق أبي موسى والعياذ بالله، فهل هذا يصحح دين الرافضة الذي:
- 1. يجيز دعاء الأموات الذين صورت الأصنام بصورهم فصارت تعبد من دون الله. كما صنع قوم نوح في عبادة: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر.
- 2. يصرح بعبادة أهل البيت ويجيز التسمية بعبد علي مثل ما عند النصارى عبد المسيح وعبد العذراء.
- 3. يجيز السجود لهم ومناداتهم في صلواتهم.
- 4. يصرح بتحريف القرآن. [وياسر يتناقض حين يعتمد القرآن البكري الذي جمعه أبو بكر.]
- 5. يرفض أمومة عائشة التي أوجبها القرآن على كل مؤمن. أو يخرج من الايمان (وأزواجه أمهاتهم). وقد بقيت أما للمؤمنين بدليل قوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن).
- 6. يكفر المسلمين ويستحل دماءهم وأموالهم.
والحمد لله رب العالمين.