![]() |
|
الرئيسية » السنة » هل تصح هذه الزيادة (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم) في حديث الثقلين؟
هل تصح هذه الزيادة (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم) في حديث الثقلين؟
المجيب: شبكة الدفاع عن السنةالسؤال :
هل تصح هذه الزيادة (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم) في حديث الثقلين؟
الإجابة :
أولا:
فهذا اللفظ هو زيادة ضعيفة جدّاً، ألحقت بأصل الحديث المشهور باسم غدير خم أو الثقلين الثابت في صحيح مسلم (2408) من حديث زيد بن أرقم، وليس فيه هذه الزيادة المنكرة التي أخرجها الطبراني في موضعين بإسناد ضعيف جداً:
فرواه الطبراني في "الكبير" (2681) و (4971) من طريق عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم مطولاً.
وفيه: "فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين"،
فقال رجل: وما الثقلان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتاب الله طَرَفٌ بيد الله، وطَرَفٌ بأيديكم، فاستمسِكوا به لا تَضِلُّوا، والآخر عِترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم".
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله في تعليقه على المسند (17/172):
(وإسناده ضعيف، عبد الله بن بكير الغنوي: قال الساجي: ليس بقوي، وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": حديثه منكر، وذكر له ابن عدي مناكير.
وحكيم بن جبير: قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: كان شعبة يتكلَّم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن حبان في "المجروحين": كان غالياً في التشيع، كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه).
ومثله الشيخ الألباني رحمه الله قال:
(ضعيف.
أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 163-164) من حديث زيد بن أرقم مطولاً بقصة غدير خم، وهذا طرف منه، ولم يعزه لأحد! والظاهر أنه سقط اسم مخرجه من قلمه، أو قلم الناسخ. وقال: "وفي سنده حكيم بن جبير؛ وهو ضعيف".
قلت: وهو شيعي، وقد مضى له بعض الأحاديث).
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 10/574.
ثانيا:
وأما أصل الحديث الصحيح فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2408) من طريق أَبي حَيَّانَ:
حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.).
وسبق أن ذكرنا أن حديث الثقلين لا يصح إلا بلفظ مسلم وكل الزيادات عليه منكرة معلولة!
فراجعه:
ثالثا:
ولفظ الحديث الصحيح في مسلم فيفيد:
1. تسمية كتاب الله، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالثقلين.
2. الأمر باتباع كتاب الله والأخذ به.
3. الوصية بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
4. تبيين المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: آل علي وآل عقيل وآل عقيل وآل العباس.
5. وليس فيه أو في شيء من طرق الحديث الصحيحة: الأمر باتباع العترة، بل إنما فيه مطلق الوصية بهم، ومودتهم، ومراعاة حقوقهم.
رابعا:
كم بنى الكذوب عبد الحسين شرف الدين مراجعاته على هذا اللفظ المنكر المعلول؟ وكم سود من أحكام وإلزامات؟
وكلها لا تصح ولا تلزم، لأن الذي يُبنى على وهم سيبقى وهماً، والذي يُشّيد بنيان دينه على خبر مكذوب سيتصدع ويتهاوى لا محالة!
خامسا:
ما علق به العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه "الصواعق المحرقة" على هذا الخبر المنكر، لا داع له وهو لزوم ما لا يلزم.
وكم لابن حجر الهيتمي (لا الحافظ العسقلاني) من أوهام في كتابه "الصواعق" إنْ في تخريج الأحاديث والحكم عليها أو في تفسيرها واستنباط الأحكام منها، فرحمه الله وتجاوز عنه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أولا:
فهذا اللفظ هو زيادة ضعيفة جدّاً، ألحقت بأصل الحديث المشهور باسم غدير خم أو الثقلين الثابت في صحيح مسلم (2408) من حديث زيد بن أرقم، وليس فيه هذه الزيادة المنكرة التي أخرجها الطبراني في موضعين بإسناد ضعيف جداً:
فرواه الطبراني في "الكبير" (2681) و (4971) من طريق عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم مطولاً.
وفيه: "فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين"،
فقال رجل: وما الثقلان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتاب الله طَرَفٌ بيد الله، وطَرَفٌ بأيديكم، فاستمسِكوا به لا تَضِلُّوا، والآخر عِترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم".
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله في تعليقه على المسند (17/172):
(وإسناده ضعيف، عبد الله بن بكير الغنوي: قال الساجي: ليس بقوي، وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": حديثه منكر، وذكر له ابن عدي مناكير.
وحكيم بن جبير: قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: كان شعبة يتكلَّم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن حبان في "المجروحين": كان غالياً في التشيع، كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه).
ومثله الشيخ الألباني رحمه الله قال:
(ضعيف.
أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 163-164) من حديث زيد بن أرقم مطولاً بقصة غدير خم، وهذا طرف منه، ولم يعزه لأحد! والظاهر أنه سقط اسم مخرجه من قلمه، أو قلم الناسخ. وقال: "وفي سنده حكيم بن جبير؛ وهو ضعيف".
قلت: وهو شيعي، وقد مضى له بعض الأحاديث).
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 10/574.
ثانيا:
وأما أصل الحديث الصحيح فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2408) من طريق أَبي حَيَّانَ:
حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.).
وسبق أن ذكرنا أن حديث الثقلين لا يصح إلا بلفظ مسلم وكل الزيادات عليه منكرة معلولة!
فراجعه:
ثالثا:
ولفظ الحديث الصحيح في مسلم فيفيد:
1. تسمية كتاب الله، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالثقلين.
2. الأمر باتباع كتاب الله والأخذ به.
3. الوصية بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
4. تبيين المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: آل علي وآل عقيل وآل عقيل وآل العباس.
5. وليس فيه أو في شيء من طرق الحديث الصحيحة: الأمر باتباع العترة، بل إنما فيه مطلق الوصية بهم، ومودتهم، ومراعاة حقوقهم.
رابعا:
كم بنى الكذوب عبد الحسين شرف الدين مراجعاته على هذا اللفظ المنكر المعلول؟ وكم سود من أحكام وإلزامات؟
وكلها لا تصح ولا تلزم، لأن الذي يُبنى على وهم سيبقى وهماً، والذي يُشّيد بنيان دينه على خبر مكذوب سيتصدع ويتهاوى لا محالة!
خامسا:
ما علق به العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه "الصواعق المحرقة" على هذا الخبر المنكر، لا داع له وهو لزوم ما لا يلزم.
وكم لابن حجر الهيتمي (لا الحافظ العسقلاني) من أوهام في كتابه "الصواعق" إنْ في تخريج الأحاديث والحكم عليها أو في تفسيرها واستنباط الأحكام منها، فرحمه الله وتجاوز عنه.