الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فالجواب من وجوه:

1-      هل يُرتجى ممن يتخذ الكذب دينا، أن يَعترف ببهتانه وافترائه على أفضل الخلق وأطهر الناس، وأن ما يردده ويذيعه ما هو إلا أراجيف وأكاذيب لا خطام لها ولا زمام، لا والله، لا يُرتجى منه ولا ذرة شرف أو كرامة!

2-      هل هذه الأخبار التي تُصنف على أنها في غاية الشهرة والخطورة، يمكن أن يقبلها الباحث عن الحق بمجرد ذكرها في أي كتاب يصل إلى يديه؟

مهما كانت قيمة هذا الكتاب؟

ومصداقيته ووثاقة مؤلفه؟

وهل هو كتاب علم أم كتاب سمر ولهو؟

وهل الأخبار التي فيه مروية بالسند المتصل أم بالبلاغَات والمُرسلات والمُعضلات والمُنْقطعات؟

3-      ما يردده أعداء الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، أن أم المؤمنين عائشة عليها السلام قد طارت من الفرح بعد سماعها نبأ استشهاد علي رضي الله عنه، ونتيجة لذلك:

• فإنها سجدت،
• وتَمَثلت ببيت من الشعر،
• ثم كالت المدح لقاتل علي عبد الرحمن ابن ملجم،
• ثم سَمْت خادمها باسمه تيمنا وفرحا،
• ثم أحست بأنها أصبحت حرة وطليقة من سطوة علي، وكذا سائر العرب!

4-      إذن فهي أمور خمسة: نبدأ بها واحدة واحدة، لنقف على قيمة هذه الأخبار ومصداقيتها، ولنقف على جرم من يثيرها ويرددها دون خوف أو وجل من رب الأرض والسماء جل جلاله!

5- وهذه أجوبة هذه الأمور الخمسة بالترتيب:

1- هل سجدت عائشة عليها السلام فرحا بمقتل علي رضي الله؟!

2- هل تمثلت أم المؤمنين عائشة بهذا البيت بعد وفاة علي: فألقت عصاها واستقرت بها النوى!

3- هل أثنت عائشة عليها السلام على ابن ملجم قاتل علي رضي الله عنه؟

4- هل سَمّت عائشة خادمها عبد الرحمن حبا بابن ملجم قاتل علي؟

5- هل شعرت عائشة بالحرية بعد وفاة علي ودعت العرب للاحتفال بالانعتاق من سلطانه؟