![]() |
|
الرئيسية » تحقيقات وتعقبات » هل مُنع الماء عن الحسين رضي الله عنه؟
هل مُنع الماء عن الحسين رضي الله عنه؟
المجيب: شبكة الدفاع عن السنةالسؤال :
هل مُنع الماء عن الحسين رضي الله عنه؟
الإجابة :
أولا:
الحديث في هذا الأمر التاريخي بغرض التحقيق الروائي والتثبت في قبول الأخبار وردها لا ضير فيه، فإن كل طريق يؤدي إلى الحق والحقيقة فهو مشروع بل مستحب بل متعين، وكل جهد يؤول إلى نفي المكذوبات والخرافات فإنه جهد يُشكر ويُؤجر عليه.
ثانيا:
إن نَفْيَ مَنْع الماء عن الحسين رضي الله عنه في كربلاء، لا يُثبت كرامة من قاتله واشترك في إراقة دمه الزكي وسائر أهل بيته الأشراف أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم وثَقَله، ولا يدل على نبلهم ورفعتهم ولو سَقَوه ماء الأرض كلها، ولو عَبَدّوا له الطريق ليشرب من نهري دجلة والفرات وسائر أنهار الدنيا!
فإن هذه الدماء الزكية التي أريقت وانتهكت حُرمتها لهي أزكى الدماء، وإن الأهل الذين نزل بها البلاء لهم أشرف الأهلين، وإن الجثث التي أُعملت فيها السيوف وفُصلت عنها الرؤوس لتعود إلى أنقى الأنساب وأطهر الأصلاب رضي الله عنهم وأرضاهم وألحقهم بجدهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم شهداء سعداء.
ثالثا:
قلنا في موقعنا أكثر من مرة أن روايات مقتل الحسين رضي الله عنه وتفاصيل استشهاده في الواقعة الأليمة، أغلبها لا تصح، وقد أحجم السلف عن الحديث فيها كما أحجموا عن الحديث في تفاصيل استشهاد عثمان رضي الله عنه وما نزل به من الاعتداء الأثيم من السبئية، وكذلك أحجموا عن ذكر الفتن والشجار بين الصحابة، ولم يلتفتوا إلا إلى لنشر العلم والإيمان والفضيلة وما يقرّب إلى الله تعالى زلفا.
وهذا ليس موقفا لتأييد أحد أو سكوت عن قول الحق وخذلان المظلوم ونصرة الظالم، ولكنه التزام بهدي القرآن والسنة.
فأما أَمْر الحدث وبشاعته وشناعته، وما لحق الحسين رضي الله عنه وأهل بيته من ظلم وبغي واعتداء، وما لحق من أَمَر به وقام بفعله ورضي بوقوعه من الذل والعار وسوء العاقبة والخذلان في الدنيا والآخرة، فإن السلف قد بينوا ذلك كله وأظهروه وأثبتوا فيه كلامهم ومواقفهم والبراءة من المجرمين الذين تجرؤوا على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون مراعاة لمكانته، فضلا عن الاعتداء على الأنفس الزكية المعصومة الدم والحرمة، فضلا عن الاعتداء على سيد شباب الأمة رضي الله عنه وريحانة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم.
نعم بَيّن السلف ذلك كله، ولكن:
فما فعله السلف وبينوه شيء، وما قام وما يقوم به المجوس شيء آخر (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
رابعا:
نتيجة لذلك فإن الكذب والبهتان قد شاع منذ القدم في السبئية، وعمدوا لسوء عقائدهم وخسة مقصدهم: لتدنيس التاريخ وتشويه الوقائع والافتراء على الخلق وعلى الحقائق.
ومن جملة ذلك ما وقع للحسين رضي الله عنه في كربلاء، فإن هذه الفاجعة كانت منطلقا للسبئية لبث الكذب والأراجيف والإتيان بالخرافات والأساطير، ليس حبا بالحسين وأهل بيته، ولكن حبا بنشر الباطل والكيد للإسلام وأهله.
وكان لأبي مخنف لوط بن يحيى السبئي الضليع، اليد الطولى في نشر سالفة الكذب، فقد تفرد بمجريات الحدث وأحداث أخرى، أتى فيها بروايات طويلة أشبه بالأساطير، ومن خلاله تم اشتهارها لاسيما بعد أن قام الإمام الطبري بنقلها كما هي في تاريخه، ولكن عذره أنه رواها بسنده الذي يظهر أن أبا مخنف هو بطلها والمالك الحصري لتفاصيلها!
خامسا:
وبالعودة للجواب على السؤال فإننا نذكر الروايات ونتكلم على أسانيدها:
الرواية الأولى:
قال الإمام الطبري: (قال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزديّ، قال: جاء من عُبيد الله بن زياد كتاب إلى عمرَ بن سعد: أما بعد، فُحلْ بين الحسين وأصحابه وبين الماء، ولا يذوقوا منه قطرة، كما صُنع بالتقيّ الزّكيّ المظلوم أميرِ المؤمنين عثمان بن عفان، قال: فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجَّاج على خمسمئة فارس، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين حسين وأصحابه، وبين الماء أن يُسقَوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث).
تاريخ الطبري 5/412.
حال الرواية:
1- في إسنادها لوط بن يحيى أبو مخنف التالف الهالك. ويكفي لردها وجوده في سندها، فكيف لو كان هو وحده المتفرد بذكرها والاختصاص بفريتها!
2- وفيه أيضا: سليمان بن أبي راشد.
قال الشيخ أكرم زيادة الفالوجي في "المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري": (سليمان بن أبي راشد، الأزدي، من السادسة، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة).
فهو مجهول العين!
3- وفيه أيضا: حميد بن مسلم الأزدي.
قال الشيخ أكرم زيادة الفالوجي في "المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري": (حميد بن مسلم، الأزدي - وقيل: الأسدي -، من الرابعة، من أصحاب المختار بن أبي عبيد، الثقفي، الكذاب، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة).
فهو مجهول أيضا.
4- لا ندري عمن رواه حميد الأزدي المجهول، فهو يرسل الرواية لأنه لم يشهدها.
والحاصل أنها رواية مسلسلة بالمجاهيل وكذاب فضلا عن إرسالها!
فهل تقوم بها حجة وهل يقول بمحتواها إلا شقي أو غبي؟!
الرواية الثانية:
قال الإمام الطبري: (قَالَ: ولما اشتد عَلَى الْحُسَيْن وأَصْحَابه العطش دعا العباس بن عَلِيّ بن أبي طالب أخاه، فبعثه فِي ثَلاثِينَ فارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حَتَّى دنوا من الماء ليلا واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الْجَمَلِيّ، فَقَالَ عَمْرو بن الحجاج الزبيدى: من الرجل؟ فجيء فقال: مَا جَاءَ بك؟ قَالَ: جئنا نشرب من هَذَا الماء الَّذِي حلأتمونا عنه، قَالَ: فاشرب هنيئا، قَالَ: لا وَاللَّهِ، لا أشرب مِنْهُ قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أَصْحَابه ... ) الرواية بطولها.
تاريخ الطبري 5/412.
حال الرواية:
هي نفس الرواية وتمامها وبنفس الإسناد والعلل!
فأي عاقل يقبلها؟!
الرواية الثالثة:
(وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد، أن امنع الحسين واصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة كما فعلوا بالتقى عثمان بن عفان).
أورده أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال صفحة 255.
حال الرواية:
أما الكتاب أي الأخبار الطوال فلم يظهر إلا في زمن البويهيين الشيعة، ولا ذكر له قبل ذلك.
وأما الكاتب فليس هو أبا حنيفة الدينوري بل الكتاب منحول عليه ولا يثبت عنه.
راجع كتاب (الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري لعبد العزيز بن عبد الله البريدي).
وأما الرواية فذكرها بلا سند وأغلب الظن أنه نقلها من كتاب أبي مخنف.
فلا سند لها فلا تثبت.
الرواية الرابعة:
ما ذكره ابنُ الأثير في كتابه الكامل في التاريخ حيث قال: (.. ثم كتبَ إلى عمر يأمره أنْ يعرض على الحسين بيعة يزيد .. وأن يمنعه ومَن معه الماء فأرسل عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وبين الماء، وذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيام .. ونادى عبد الله بن الحصين الإزدي: يا حسين أما تنظرُ إلى الماء كأنَّه كبد السماء والله لا تذوقُ منه قطرةً حتى تموت عطشًا ..).
الكامل في التاريخ ج4 / ص56.
حال الرواية:
الحقيقة أن هذه ليست برواية مستقلة ولكنها نقل عن الطبري، وإنما أفردناها لأن السبئية يستكثرون من الروايات والمصادر وهذيانهم معروف في هذا.
فعل الرغم من أن ابن الأثير إنما هو جامع وناقل ومحلل للروايات وليس مسندا للأخبار بسنده الخاص، ولكن مع ذلك يجعله السبئية مصدرا مستقلا للرواية!!
فالرواية منقولة عن الطبري وعن أبي مخنف بالذات!
فهل يعتمدها عاقل؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أولا:
الحديث في هذا الأمر التاريخي بغرض التحقيق الروائي والتثبت في قبول الأخبار وردها لا ضير فيه، فإن كل طريق يؤدي إلى الحق والحقيقة فهو مشروع بل مستحب بل متعين، وكل جهد يؤول إلى نفي المكذوبات والخرافات فإنه جهد يُشكر ويُؤجر عليه.
ثانيا:
إن نَفْيَ مَنْع الماء عن الحسين رضي الله عنه في كربلاء، لا يُثبت كرامة من قاتله واشترك في إراقة دمه الزكي وسائر أهل بيته الأشراف أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم وثَقَله، ولا يدل على نبلهم ورفعتهم ولو سَقَوه ماء الأرض كلها، ولو عَبَدّوا له الطريق ليشرب من نهري دجلة والفرات وسائر أنهار الدنيا!
فإن هذه الدماء الزكية التي أريقت وانتهكت حُرمتها لهي أزكى الدماء، وإن الأهل الذين نزل بها البلاء لهم أشرف الأهلين، وإن الجثث التي أُعملت فيها السيوف وفُصلت عنها الرؤوس لتعود إلى أنقى الأنساب وأطهر الأصلاب رضي الله عنهم وأرضاهم وألحقهم بجدهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم شهداء سعداء.
ثالثا:
قلنا في موقعنا أكثر من مرة أن روايات مقتل الحسين رضي الله عنه وتفاصيل استشهاده في الواقعة الأليمة، أغلبها لا تصح، وقد أحجم السلف عن الحديث فيها كما أحجموا عن الحديث في تفاصيل استشهاد عثمان رضي الله عنه وما نزل به من الاعتداء الأثيم من السبئية، وكذلك أحجموا عن ذكر الفتن والشجار بين الصحابة، ولم يلتفتوا إلا إلى لنشر العلم والإيمان والفضيلة وما يقرّب إلى الله تعالى زلفا.
وهذا ليس موقفا لتأييد أحد أو سكوت عن قول الحق وخذلان المظلوم ونصرة الظالم، ولكنه التزام بهدي القرآن والسنة.
فأما أَمْر الحدث وبشاعته وشناعته، وما لحق الحسين رضي الله عنه وأهل بيته من ظلم وبغي واعتداء، وما لحق من أَمَر به وقام بفعله ورضي بوقوعه من الذل والعار وسوء العاقبة والخذلان في الدنيا والآخرة، فإن السلف قد بينوا ذلك كله وأظهروه وأثبتوا فيه كلامهم ومواقفهم والبراءة من المجرمين الذين تجرؤوا على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون مراعاة لمكانته، فضلا عن الاعتداء على الأنفس الزكية المعصومة الدم والحرمة، فضلا عن الاعتداء على سيد شباب الأمة رضي الله عنه وريحانة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم.
نعم بَيّن السلف ذلك كله، ولكن:
لم يخضوا في التفاصيل،
ولم يجعلوا الحدث -ولا أي حدث- سببا لتلوكه الألسن كل ساعة وكل حين،
ولم يجعلوه مأتما تتجدد فيه الأحزان كل عام، ليكون طريقا في الاعتراض على قدر الله أو التهجم على أشرف الناس وكبار الأمة وأسيادها، ومن لا ناقة له ولا جمل بما نزل وحدث ووقع،
ولا سببا لنشر الأكاذيب والبهتان،
ولا سببا في نشر العقائد الوثنية والشركيات،
ولا سببا في ممارسة طقوس المجوس والهندوس ونثر الرؤوس وفلقها وإدمائها، وجلد الظهور وشق الجيوب ولطم الوجوه والصدور،
ولا سببا للاختلاط وممارسة الرذيلة والبغاء،
ولا سببا بجلب دين جديد لا يتوافق مع الإسلام بحرف!!
فما فعله السلف وبينوه شيء، وما قام وما يقوم به المجوس شيء آخر (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
رابعا:
نتيجة لذلك فإن الكذب والبهتان قد شاع منذ القدم في السبئية، وعمدوا لسوء عقائدهم وخسة مقصدهم: لتدنيس التاريخ وتشويه الوقائع والافتراء على الخلق وعلى الحقائق.
ومن جملة ذلك ما وقع للحسين رضي الله عنه في كربلاء، فإن هذه الفاجعة كانت منطلقا للسبئية لبث الكذب والأراجيف والإتيان بالخرافات والأساطير، ليس حبا بالحسين وأهل بيته، ولكن حبا بنشر الباطل والكيد للإسلام وأهله.
وكان لأبي مخنف لوط بن يحيى السبئي الضليع، اليد الطولى في نشر سالفة الكذب، فقد تفرد بمجريات الحدث وأحداث أخرى، أتى فيها بروايات طويلة أشبه بالأساطير، ومن خلاله تم اشتهارها لاسيما بعد أن قام الإمام الطبري بنقلها كما هي في تاريخه، ولكن عذره أنه رواها بسنده الذي يظهر أن أبا مخنف هو بطلها والمالك الحصري لتفاصيلها!
خامسا:
وبالعودة للجواب على السؤال فإننا نذكر الروايات ونتكلم على أسانيدها:
الرواية الأولى:
قال الإمام الطبري: (قال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزديّ، قال: جاء من عُبيد الله بن زياد كتاب إلى عمرَ بن سعد: أما بعد، فُحلْ بين الحسين وأصحابه وبين الماء، ولا يذوقوا منه قطرة، كما صُنع بالتقيّ الزّكيّ المظلوم أميرِ المؤمنين عثمان بن عفان، قال: فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجَّاج على خمسمئة فارس، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين حسين وأصحابه، وبين الماء أن يُسقَوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث).
تاريخ الطبري 5/412.
حال الرواية:
1- في إسنادها لوط بن يحيى أبو مخنف التالف الهالك. ويكفي لردها وجوده في سندها، فكيف لو كان هو وحده المتفرد بذكرها والاختصاص بفريتها!
2- وفيه أيضا: سليمان بن أبي راشد.
قال الشيخ أكرم زيادة الفالوجي في "المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري": (سليمان بن أبي راشد، الأزدي، من السادسة، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة).
فهو مجهول العين!
3- وفيه أيضا: حميد بن مسلم الأزدي.
قال الشيخ أكرم زيادة الفالوجي في "المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري": (حميد بن مسلم، الأزدي - وقيل: الأسدي -، من الرابعة، من أصحاب المختار بن أبي عبيد، الثقفي، الكذاب، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة).
فهو مجهول أيضا.
4- لا ندري عمن رواه حميد الأزدي المجهول، فهو يرسل الرواية لأنه لم يشهدها.
والحاصل أنها رواية مسلسلة بالمجاهيل وكذاب فضلا عن إرسالها!
فهل تقوم بها حجة وهل يقول بمحتواها إلا شقي أو غبي؟!
الرواية الثانية:
قال الإمام الطبري: (قَالَ: ولما اشتد عَلَى الْحُسَيْن وأَصْحَابه العطش دعا العباس بن عَلِيّ بن أبي طالب أخاه، فبعثه فِي ثَلاثِينَ فارسا وعشرين راجلا، وبعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حَتَّى دنوا من الماء ليلا واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الْجَمَلِيّ، فَقَالَ عَمْرو بن الحجاج الزبيدى: من الرجل؟ فجيء فقال: مَا جَاءَ بك؟ قَالَ: جئنا نشرب من هَذَا الماء الَّذِي حلأتمونا عنه، قَالَ: فاشرب هنيئا، قَالَ: لا وَاللَّهِ، لا أشرب مِنْهُ قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أَصْحَابه ... ) الرواية بطولها.
تاريخ الطبري 5/412.
حال الرواية:
هي نفس الرواية وتمامها وبنفس الإسناد والعلل!
فأي عاقل يقبلها؟!
الرواية الثالثة:
(وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد، أن امنع الحسين واصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة كما فعلوا بالتقى عثمان بن عفان).
أورده أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال صفحة 255.
حال الرواية:
أما الكتاب أي الأخبار الطوال فلم يظهر إلا في زمن البويهيين الشيعة، ولا ذكر له قبل ذلك.
وأما الكاتب فليس هو أبا حنيفة الدينوري بل الكتاب منحول عليه ولا يثبت عنه.
راجع كتاب (الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري لعبد العزيز بن عبد الله البريدي).
وأما الرواية فذكرها بلا سند وأغلب الظن أنه نقلها من كتاب أبي مخنف.
فلا سند لها فلا تثبت.
الرواية الرابعة:
ما ذكره ابنُ الأثير في كتابه الكامل في التاريخ حيث قال: (.. ثم كتبَ إلى عمر يأمره أنْ يعرض على الحسين بيعة يزيد .. وأن يمنعه ومَن معه الماء فأرسل عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وبين الماء، وذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيام .. ونادى عبد الله بن الحصين الإزدي: يا حسين أما تنظرُ إلى الماء كأنَّه كبد السماء والله لا تذوقُ منه قطرةً حتى تموت عطشًا ..).
الكامل في التاريخ ج4 / ص56.
حال الرواية:
الحقيقة أن هذه ليست برواية مستقلة ولكنها نقل عن الطبري، وإنما أفردناها لأن السبئية يستكثرون من الروايات والمصادر وهذيانهم معروف في هذا.
فعل الرغم من أن ابن الأثير إنما هو جامع وناقل ومحلل للروايات وليس مسندا للأخبار بسنده الخاص، ولكن مع ذلك يجعله السبئية مصدرا مستقلا للرواية!!
فالرواية منقولة عن الطبري وعن أبي مخنف بالذات!
فهل يعتمدها عاقل؟!
والخلاصة:
أن واقعة منع الحسين رضي الله عنه عن الماء هو وسائر أهل بيته لا تصح ولا تثبت، وهذا نقوله بعد البحث والتحقيق وما أداه إلينا المنهج العلمي السديد.
وأما السبئية فقوم لا علاقة لهم بالمنهج ولا البحث والتحقيق ولا صحة الأسانيد! وإنما علاقتهم فقط قائمة على الكذب للصد عن سبيل الله وهدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.