شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



لا صحة لدفن زينب بنت علي رضي الله عنهما بدمشق أو مصر

المجيب: موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال :

لا صحة لدفن زينب بنت علي رضي الله عنهما بدمشق أو مصر

 


الإجابة :

 

لا دليل على أن زينب بنت علي وفاطمة رضي الله عنهما ، التي يقال لها زينب الكبرى : مدفونة في دمشق، ولا مصر .

والأظهر أنها مدفونة في المدينة حيث عاشت وماتت رضي الله عنها وعن أبيها وأمها.

قال الشيخ محمد بخيت المطيعي – مفتي الديار المصرية في عصره – رحمه الله : " جزم كلٌ من ابن الأثير في تاريخه 4/48والطبري 6/264ومابعدها – بأن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه ، وأخت الحسين رضي الله عنه قد عادت مع نساء الحسين أخيها، ومع أخوات الحسين ، بعد مقتله إلى المدينة .. ولا عبرة بمن يشذ عنهما – أي الطبري وابن الأثير - .. وعليه : فلا مدفن لها في مصر ، ولا جامع ، ولا مشهد " انتهى.

وقال الأستاذ فتحي حافظ الحديدي: " آخر ما سجله قدامى المؤرخين عن السيدة زينب بنت السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب هو ما أورده المؤرخ الحافظ بن عساكر في كتابه الموسوعي: (تاريخ دمشق) بأن الخليفة الأموي يزيد بن معاوية أمر نعمان بن بشر بترحيل السيدة زينب ورفاقها من الشام إلى الحجاز ، ويبعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً ، في خيل وأعوان فيسير بهم إلى المدينة المنورة ، وقد دفنت بها ، كما هو ثابت في التاريخ ، وفي الواقع الحالي هناك" انتهى.

وانظر النقلين السابقين، ومزيدا من النقول حول بطلان الادعاء بأن زينب رضي الله عنها دفنت في مصر، تحت هذا الرابط:

http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/26.htm

ونص ما أورده ابن عساكر رحمه الله: " قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهزْهم بما يُصلحهم ، وابعث معهم رجلا من أهل الشام ، أمينا صالحا ، وابعث معه خيلا وأعوانا ، يسير بهم إلى المدينة ، ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دارٍ على حدة ، معهن أخوهن علي بن الحسين في الدار التي هو فيها .

قال: فخرجن ، حتى دخلن دار زيد ، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين ، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا" انتهى من تاريخ دمشق (69/ 177).

وقال ابن الأثير رحمه الله: " ولما أراد أن يسيرهم إلى المدينة ، أمر يزيدُ النعمانَ بن بشير ، أن يجهزهم بما يصلحهم ، ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام ، ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة، ودعا علياً [ابن الحسين] ليودعه ، وقال له: لعن الله ابن مرجانة! [أي عبيد الله بن زياد] أما والله لو أني صاحبه [أي الحسين] ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ، ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن قضى الله ما رأيت...

وأوصى بهم هذا الرسول، فخرج بهم ، فكان يسايرهم ليلا ، فيكونون أمامه بحيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه، فكانوا حولهم كهيئة الحرس، وكان يسألهم عن حاجتهم، ويلطف بهم حتى دخلوا المدينة.

فقالت فاطمة بنت علي لأختها زينب: لقد أحسن هذا الرجل إلينا ، فهل لك أن نصله بشيء؟ فقالت: والله ما معنا ما نصله به إلا حُلينا، فأخرجتا سوارين ودملجين لهما ، فبعثتا بها إليه ، واعتذرتا .

فرد الجميع وقال: لو كان الذي صنعت للدنيا ، لكان في هذا ما يرضيني، ولكن والله ما فعلته إلا لله ، ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى من "الكامل" (3/ 190).

وإذا كانت زينب رضي الله عنها قد سارت إلى المدينة، فما الذي يدعوها للعودة للشام ، وفيها خصمها يزيد؟

يقول المروجون لكونها دفت في دمشق، أن زوجها عبد الله بن جعفر قد سافر إلى الشام ، بسبب مجاعة في المدينة، لمزرعة أو بستان له في الشام، وأنها مرضت وماتت فدفنت هناك.

وهذا كلام لا دليل عليه. وقد أنكره بعض الشيعة أيضا.

قال السيد محسن الأمين العاملي: "يجبُ أن يكون قبرها في المدينة المنوّرة ، فإنّه لم يثبت أنها ـ بعد رجوعها للمدينة ـ خَرجت منها ، وإن كان  تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع مجهولاً ، وكم من أهل البيت أمثالها ، من جُهِلَ محلّ قبره ، وتاريخ وفاته ، خصوصاً النساء".

وقال: "لم يَذكر مؤرّخ أنّ عبد الله بن جعفر (زوج زينب) كان له قُرى ومزارع خارج الشام ، حتى يأتي إليها ويقوم بأمرها، وإنّما كان يَفِدُ على معاوية فيُجيزُه، فلا يَطول أمر تلك الجوائز في يده حتّى يُنفِقَها بما عُرِف عنه من الجود المُفرط".

وقال أيضا: "إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام ـ كما صَوّرته المُخيّلة ـ فما الذي يَدعوه للإتيان بزوجته زينب معه؟! وهي التي أُتيَ بها إلى الشام أسيرةً بزيّ السبايا ، وبصورة فظيعة، وأُدخلت على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها بهيأةٍ مُشجية؟!

فهل من المتصوّر أن تَرغَب في دخول الشام ، ورؤيتها مرّةً ثانية ، وقد جرى عليها بالشام ما جرى؟!

وإن كان الداعي للإتيان بها معه هو المجاعة بالحجاز .. فكان يُمكنه أن يَحمل غلات مَزارعه ـ الموهومة ـ إلى الحجاز ، أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ، ما يُقوّتها به ، فجاء بها إلى الشام لإحراز قوتها ، فهو ممّا لا يقبله عاقل، فابن جعفر لم يكن مُعدِماً إلى هذا الحدّ، مع أنّه يتكلّف من نفقة إحضارها ، وإحضار أهله، أكثر من نفقة قوتها، فما كان ليُحضرها وحدها إلى الشام ، ويترك باقي عياله بالحجاز جياعاً!!" انتهى.

 والحاصل: أنه لا يثبت كون زينب بنت علي قد دفنت بالشام، بل الظاهر أنها دفنت بالمدينة حيث عاشت وماتت .

وأما القبر الذي في الشام : فقيل إنه قبر لزينب ؛ إحدى جواري يزيد!!