![]() |
|
هل آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي رضي الله عنه؟
المجيب: موقع الإسلام سؤال وجوابهل آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي رضي الله عنه؟
قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة: 1/526 رقم 351:
351 - " يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ".
موضوع.
أخرجه الترمذي (4 / 328) وابن عدي (59 / 1، 69 / 1) والحاكم (3 / 14) من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال: لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: … الحديث، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وتعقبه الشارح المباركفوري فقال: حكيم بن جبير ضعيف، ورمي بالتشيع.
قلت: تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء.
وذلك لأمرين:
الأول: أن شيخه جميع بن عمير متهم، قال الذهبي: قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث، وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس، ثم ساق له هذا الحديث.
الآخر: أن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة وهو ثقة، لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي وقد كذبه ابن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث، أخرجه من طريقه الحاكم أيضا، فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: جميع اتهم، والكاهلي هالك، وتابعه أيضا كثير النواء، رواه ابن عدي، فآفة الحديث جميع هذا، وقد قال ابن عدي: وعامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب، وأقره الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " (ص 317) .
352 - " يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة ".
موضوع.
أخرجه الخطيب (12 / 268) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا.
قلت: وهذا سند موضوع، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي وهو كذاب كما تقدم مرارا، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأحاديث المواخاة كلها كذب، وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص 460)
4943 - (يا علي! أنت أخي، وصاحبي، ورفيقي في الجنة) .
موضوع.
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 268) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 71/ 2) عن عثمان بن عبد الرحمن: حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته عثمان بن عبد الرحمن - وهو القرشي الوقاصي -؛ قال الحافظ:
"متروك، وكذبه ابن معين".
قلت: وقال صالح بن محمد الحافظ: "كان يضع الحديث".
قلت: وقد روي بإسناد آخر خير من هذا؛ دون الزيادة في آخره، وقد مضى قبل حديث
4946 - (أوحى الله عز وجل ليلة المبيت على الفراش - إلى جبرائيل وميكائيل: إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟! فاختار كلاهما الحياة. فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب! آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم، فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة!! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فنزلا، فكان جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل ينادي: بخ بخ! من مثلك يا ابن أبي طالب؟! يباهي الله بك الملائكة! وأنزل الملائكة! وأنزل الله تعالى في ذلك: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)) . الحديث.
موضوع.
قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 148) :
"أخرجه أصحاب "السنن" في "مسانيدهم". وذكره الإمام فخرالدين الرازي في تفسير هذه الآية من سورة البقرة (ص 189) من الجزء الثاني من "تفسيره الكبير" مختصراً"!!وأقول:
أولاً: إن لوائح الوضع على هذا الحديث ظاهرة بينة؛ لا تخفى على أحد أوتي فهماً وبصيرة، فما فائدة ذكر الفخر الرازي إياه في "تفسيره"؛ وهو محشو بالأحاديث الباطلة والموضوعة؟! وهو في ذلك مثل "الإحياء" للغزالي!
وثانياً: فإن قوله: "أخرجه أصحاب "السنن" في "مسانيدهم … "! تعبير يدل على جهله بهذا العلم؛ فإن أصحاب "السنن" عند أهل المعرفة به هم غير أصحاب "المسانيد"! وغالب الظن أن المقصود بهذا التعبير التعمية والتضليل؛ وإلا فمن هم هؤلاء؟!
وأصحاب "السنن الأربعة"، وكذلك أصحاب "المسانيد" - عندنا معشر أهل السنة - مع أن كتبهم لا تخلو من أحاديث ضعيفة؛ فهي أرفع من أن تسود بمثل هذا الحديث البين بطلانه! فالله المستعان.