شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



هل صح حديث (ولا أراكم فاعلين) في تولية علي رضي الله عنه؟

المجيب: شبكة الدفاع عن السنة

السؤال :

هل صح حديث (ولا أراكم فاعلين) في تولية علي رضي الله عنه؟

 


الإجابة :

 

تن الحديث:

 

أخرج الإمام أحمد في مسنده برقم (859): (حدثنا أسود بن عامر، حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر يعني الفراء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي، قال: قيل يا رسول الله، من نؤمر بعدك؟ قال: " إن تؤمروا أبا بكر، تجدوه أمينا، زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا، لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليا - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا، يأخذ بكم الطريق المستقيم ".


تخريج الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله (2/214): 

 

(إسناده ضعيف.


زيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي.


وتساهل الحافظ ابن حجر في "التقريب" جدا، فقال: ثقة!


وأبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- تغير بأخرة، وقد اضطرب في هذا الخبر:


1- فتارة يرويه عن زيد بن يثيع عن علي.


2- وتارة عن زيد عن حذيفة


(وهو عند الحاكم 3/142 من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة، وصححه على شرط الشيخين، فأخطأ، وقد أعله هو نفسه في "معرفة علوم الحديث" ص 36-37 بالانقطاع).


3- وتارة عن زيد عن سلمان الفارسي.


4- وتارة أخرى يرويه عن زيد بن يثيع مرسلا.


قال الدارقطني في "العلل" 3/216 بعد ذكر هذا الاختلاف: والمرسل أشبه بالصواب.


وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/253-254 من طريق المسند.


وانظر لزاما "تاريخ بغداد" 3/302-303.


وأخرجه البزار (783)، والحاكم 3/70 من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.


قال الحاكم: صحيح الإسناد! فتعقبه الذهبي بقوله: ضعيف، فضيل بن مرزوق ضعفه ابن معين وقد خرج له مسلم، لكن هذا الخبر منكر.


وسقط من المطبوع من تلخيص الذهبي "فضيل بن مرزوق ضعفه "، وترك مكانه بياض، وسياق العبارة يقتضي وجودها، والذهبي نفسه ذكر في "الميزان" 3/362 أن ابن معين ضعفه.


وأورده ابن حبان في "المجروحين" 2/209-210 في ترجمة فضيل بن مرزوق، وكذا أورده الذهبي في "الميزان" 3/362 - 363 في ترجمته.)

 

انتهى تخريج الشيخ شعيب رحمه الله 

 

وضعفه أيضا العلامة الألباني رحمه الله في تعليقه على "مشكاة المصابيح" (6124). 

 

قلنا:  ومن حسّنه (كالشيخ أحمد شاكر ومحقق فضائل الصحابة وغيرهما) فقد نظر إلى ظاهر السند ولم يلتفت لعلله، وأبرزها اضطراب أبي إسحاق فيه، وإلى الاغترار بتساهل الحافظ رحمه الله في زيد بن يثيع. 

 

والخبر منكر كما قال الإمام الذهبي.

 

وفيه إثبات مدح الخلفاء الثلاثة كلهم رضي الله عليهم، فهل يقبل المحتجون بهذا الحديث بالمدح الذي فيه، وبترتيب الخلافة الذي فيه أيضا!