شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



هل يصح حديث "برز الإيمان كله إلى الشرك كله" في مبارزة علي لعمرو بن عبد ود العامري؟

المجيب: شبكة الدفاع عن السنة

السؤال :

 

هل قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "برز الإيمان كله إلى الشرك كله" في مبارزة علي لعمرو بن عبد ود العامري؟ علما أنني وجدت الحديث في كتاب "ينابيع المودة"، فهل هذا الكتاب معتبر.


الإجابة :

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

رواية موضوعة مكذوبة

الرواية المذكورة لم تذكر في أي من دواوين السنة الصحيحة!!، وهذا في نفسه كاف للحكم عليها بالوضع والافتراء على حديث خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

وأما كتاب "ينابيع المودة" الذي ذكرتَ أنها وردت فيه، فهذا الكتاب غير معتد به عند علماء أهل السنة، ومشكوك في نسبته لصاحبه، ولذا عزف العلماء عن الأخذ منه بالكلية، علما أن من ينسب إليه الكتاب أي القندوزي يعد من المتأخرين فقد مات (1294 هـ).

وكتابه هذا لا أثر له في أواسط أهل السنة، ولم يعتن به طباعتةً وتحقيقاً سوى الشيعة، كطبعة دار الكتب العراقية - الكاظمية – 1385 هـ ، وطبعة دار الأسوة ، 1416 ه‍ ، وطبعة مكتبة المهدوي بقم ، تقديم السيد محمد مهدي الخراسان ، وطبعة الحيدرية ، وطبعة مكتبة بصيرتي.

وجميعهما دور نشر شيعية. وذكر محقق الطبعة دار الأسوة وهو "سيد علي جمال أشرف الحسيني" أنه لم يحصل على نسخة مخطوطة للينابيع.

وفوق كل هذا فإن الكتاب ليس من كتب الرواية حتى يرتفع إلى مقام الاحتجاج، فكيف وهو متأخر جدا منسوب لصاحبه كما علمت.

فهل يمكن أن يكون حجة؟! وبمنزلة كتب الرواية للمتقدمين؟!!

وهل يمكن أن يتفرد برواية لا علم للمتقدمين بها؟!!!

مضمون الكتاب

وكما تقدم فلم ينشر هذا الكتاب ولم يطبعه إلا الشيعة! بل لم يجدوا له مخطوطة معتبرة!!

ومن يتأمل كتاب "ينابيع المودة" فسيعلم أنّ مؤلفه شيعي اثنا عشري بلا ريب، مهما حاول المؤلف التدليس والمواربة.

فقد ملأ كتابه بالروايات الشيعية المكذوبة ونقل عن أساطين الكذب كأمثال أبي بصير وزرارة وغيرهم.
 
وهل ينقل سني عن مثل هؤلاء؟!!

- ومما يدلل على كونه من الشيعة الاثني عشرية ما ذكره في كتابه ينابيع المودة 1/ 239 عن جعفر الصادق عن آبائه قال: (كان علي عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة، الضوء ويسمع الصوت، وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء.)

فهل هذه الرواية توجد في كتاب سني أو قل في كتاب مسلم يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- وروى عن جابر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): "أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي وأخرهم القائم المهدي". (ينابيع المودة 3/ 104)

- وعن جابر بن عبد الله أيضاً قوله: قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله): " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي و كنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان " (ينابيع المودة: 2/ 593، طبعة المطبعة الحيدرية، النجف / العراق).
 
إلى غير ذلك الكثير من الروايات والأبواب الموجودة في كتب الشيعة بنصوصها ومضامينها!!

فإنّ من يروي مثل هذه الروايات لا يمكن أن يكون سنياً بحال من الأحوال ولو ادّعى ذلك.

فالخلاصة: ما تضمنه الكتاب لا يمت لأهل السنة بصلة، ولذلك فهو مكذوب منحول على القندوزي كما قال بعضُ أهل العلم بذلك، ويؤيده أننا لم نجد ذكرا لمضمون الروايات التي تفرد بها، في شيء من آلاف كتب أهل السنة التي بين أيدينا.

والمفاجأة الكبيرة أن آغا بزرك طهراني عدّ كتابه هذا من مصنفات الشيعة، في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/ 290)

المبارزة

وأما المبارزة بين علي رضي الله عنه وبين عمرو بن عبد ود العامري، فيرويها أهل السير، فإن الشخص الذي قتل عمرو هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وكان ذلك في غزوة الخندق سنة خمس من الهجرة.

فقد ذكر أصحاب السير والمغازي أن فوارس من قريش منهم: عمرو بن عبد ود العامري وعكرمة بن أبي جهل المخزومي وهبيرة بن أبي وهب المخزومي وغيرهم أتوا مكانا ضيقا من الخندق فاقتحموه بخيولهم.. فلما رآهم المسلمون خرج إليهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الموضع الذي اقتحموا منه.

وكان عمرو بن عبد ود فارس قريش.. وقد كان قاتل يوم بدر ولم يشهد أحدا فخرج عام الخندق معلما ليرى مشهده، فلما وقف هو وخيله قال له علي رضي الله عنه: يا عمرو إني أدعوك إلى البراز، قال: ولم يا ابن أخي؟ فو الله ما أحب أن أقتلك، قال علي: لكنني والله أحب أن أقتلك، فحمي عمرو عند ذلك واقتحم عن فرسه وعقر،ه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا إلى أن قتله علي رضي الله عنه، وخرجت خيله منهزمة من الخندق.

ذكر هذه القصة غير واحد من أصحاب السير بألفاظ متقاربة.

والله أعلم.