شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



شبهات حول صيام يوم عاشوراء (1)؟

المجيب: الشيخ سليم الهلالي

السؤال :

شبهات حول صيام يوم عاشوراء (1)؟


الإجابة :

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، وآله وصحبه ووفده.


1- هل حديث عاشوراء موضوع؟


- إن أحاديث صيام يوم عاشوراء في البخاري وحده تسعة أحاديث عن تسعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم (ابن عمر، وابن عباس، وابن مسعود، وعائشة، وام سلمة، وسلمة بن الأكوع، والربيع، ومعاوية ) كلهم ينقل عن الرسول صيام عاشوراء والامر به.


هذا في صحيح البخاري فقط فكيف بباقي كتب الحديث؟


- وأيضا إن أحاديث عاشوراء متواترة:


قال ابن الجوزي في (بستان الواعظين ص٢٥٧) "يوم عاشوراء يوم تواترت فيه الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".


وقال شيخنا الإمام الألباني في "السلسلة الضعيفة" (8/309): "تواتر أنه اليوم العاشر".


وذكره الكتاني في كتابه "نظم المتناثر" (ص١٣٤) المختص بسرد الاحاديث المتواترة.


فحديث متواتر يصير موضوعاً، ومروي بأصح الأسانيد يصير مكذوباً!!!


2- كيف يجهل النبي صلى الله عليه وسلم: أن هذا يوم عاشوراء عندما قدم المدينة النبوية؟


لقد نفى القرآن الكريم علم الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض الحوادث، مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يخفى عليه الشي؛ فهو لا يعلم الغيب، ولا يعلم إلا ما علمه الله:


قال تعالى:{ تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.


وقال تعالى {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}.


وقال الله تعالى مخبراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}.


فهل عدم معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن اليهود تعظم يوم عاشوراء، يقدح في عصمته ويبطل نبوته؟! مالكم كيف تحكمون؟!


3- هل صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء تقليداً لليهود، فكان تابعاً ومقلداً لليهود؟


والجواب من وجوه:


أ- إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء وهو في مكة قبل أن يهاجر: أخرجه البخاري عن عائشة.


فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ : ( مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ ) .رواه البخاري ( 1794 ) ومسلم ( 1125 ) – واللفظ له .


فبطل القول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء تقليداً لليهود.


ب- إن النبي صام عاشوراء ليس متابعة لليهود بل صامه موافقة لنبي الله موسى عليه السلام، وانظر لهذا الحديث الذي في البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة، وجدهم يصومون يوماً؛ يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه" أخرجه البخاري.


ج- لو صامه النبي صلى الله عليه وسلم موافقة لأهل الكتاب، فهل في ذلك مذمة؟


ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب (في بداية أمره):


ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه).


ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بانتصار أهل الكتاب على المشركين؛ كما فرح بانتصار الروم على الفرس؛ لأن أهل الكتاب بلا شك أقرب من المشركين.


ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الهجرة يستقبل الشام بيت المقدس وكانت اليهود يستقبلونه؟!


ثم في آخر عمره صلى الله عليه وسلم خالفهم في كل شيء ولذلك همَّ بصيام تاسوعاء مخالفة لأهل الكتاب.