شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



هل صح حديث (وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب)؟

المجيب: شبكة الدفاع عن السنة

السؤال :

هل صح حديث (وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب)؟


الإجابة :

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

فما تذكره بعض الكتب من قدوم عدي بن حَاتِم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسلم وقوله له: يَا رَسُول الله إِن فِينَا أشعر النَّاس وأسخى النَّاس وأفرس النَّاس قَالَ سمهم قَالَ أما أشعر النَّاس فامرئ الْقَيْس بن حجر وَأما أسخى النَّاس فحاتم بن سعد يَعْنِي أَبَاهُ وَأما أَفرس النَّاس فعمرو بن معد يكرب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:(لَيْسَ كَمَا قلت يَا عدي أما أشعر النَّاس فالخنساء بنت عَمْرو وَأما أسخى النَّاس فمحمد يَعْنِي نَفسه وَأما أَفرس النَّاس فعلي بن أبي طَالب).

 

فهذا الحديث لا يصح، فهو موضوع لا أصل له ولا سند، ولم يروه أئمة الحديث في كتبهم المشهورة.

 

وقد ذكره سليمان بن بنين بن خلف بن عوض، تقيّ الدين، الدقيقي المصري (المتوفى: 613هـ) في كتابه (اتفاق المباني وافتراق المعاني) وعنه نقله عبد القادر بن عمر البغدادي (المتوفى: 1093هـ) في كتابه (خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب) وعنه نقله المتأخرون كعمر كحالة وغيره.

 

وهذه كتب أدبية لا تهتم بصحة الأخبار وثبوتها، فضلا عن الرواية بالأسانيد المتصلة، والحديث موجود بلا سند كما تقدم.

 

وأيضا معناه مخالف لما جاء في الصحيحين.

 

ففي الصحيحين مِن حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ . وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَقَهُمْ عَلَى فَرَسٍ وَقَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا .



قال البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم.



وقال عليّ رضي الله عنه : كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ القَوْمِ مِنْهُ . رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط .

 

فالخلاصة: أن الحديث موضوع إضافة إلى مخالفة متنه للأحاديث الصحيحة.