![]() |
|
هل ثبت أن أبا أيوب الأنصاري وضع وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
المجيب: شبكة الدفاع عن السنةهل ثبت أن أبا أيوب الأنصاري وضع وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أولا:
قال الإمام أحمد:
حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا كثير بن زيد، عن داود بن أبي صالح، قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم، جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله".
برقم (23585).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة داود بن أبي صالح، وكثير بن زيد مختلف فيه.
وأخرجه الحاكم 4/515 من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وصححه! ووافقه الذهبي!!
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! وهو من أوهامهما فقد قال الذهبي نفسه في ترجمة داود هذا: حجازي لا يعرف. ووافقه الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " فأنى له الصحة؟!)
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/552).
فكيف يكون هذا الحديث صحيحا أو حسنا أو مقبولا وفيه من لا يعرف، خصوصا مع إقرار الإمامين الذهبي وابن حجر بجهالة الراوي؟!
ثانيا:
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (3999) ، وفي "الأوسط" (286) و (3962) بلفظ: (قال أبو أيوب لمروان بن الحكم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تبكوا على الدين إذا وليتموه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليتموه غير أهله»
مكتفيا بنص الحديث دون الحوار بين أبي أيوب ومروان، مما يؤكد ضعف هذه القصة وهذا الحوار.
فهذا الحوار لم يذكره سوى الراوي المجهول أي داود بن أبي صالح.
ثالثا:
وفي متن الأثر نكارة، حيث إن ظاهره يدلُّ على أن القبر ظاهر للعيان، يراه كلُّ من يمرُّ به، شأنه شأن سائر القبور، بينما الواقع أن القبرَ كان في حُجرةِ عائشة - رضي الله عنها -، وكان من يدخل ليرى القبر يستأذن منها.
وأبو أيوب رضي الله عنه توفي قبل عائشة عليها السلام، فأخذ الإذن منها مطلوب ومحتم!!
رابعا:
قال العلامة الألباني رحمه الله:
(وقد شاع عند المتأخرين الاستدلال بهذا الحديث على جواز التمسح بالقبر لوضع أبي أيوب وجهه على القبر، وهذا مع أنه ليس صريحا في الدلالة على أن تمسحه كان للتبرك - كما يفعل الجهال - فالسند إليه بذلك ضعيف كما علمت فلا حجة فيه، وقد أنكر المحققون من العلماء كالنووى وغيره، التمسح بالقبور وقالوا: إنه من عمل النصارى)
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/552).
والخلاصة: أن هذا الأثر ضعيف جدا ولا حجة لأهل البدع الذين يستدلون به.