شبهات وردود - شبكة الدفاع عن السنة



ما حكم التزام مثل هذه الصيغ في آخر الرسائل: (والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آل بيته الطاهرين) ؟

المجيب: شبكة الدفاع عن السنة

السؤال :

 

ما حكم التزام مثل هذه الصيغ في آخر الرسائل: (والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آل بيته الطاهرين) ؟


الإجابة :

 

من هم آل البيت:


الراجح أنهم (آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ ونساء النبي صلى الله عليه وسلم).
وراجع بالتفصيل جوابنا هنا:

حكم التزام هذه الصيغة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل: (والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آل بيته الطاهرين) أو (اللهم صل على محمد وآل محمد)؟

أولا:

نقول:
التزام هذه الصيغة فيه مُشابهة للرافضة، لأنهم يلتزمونها ويمنعون غيرها.

فهم يَروون حديثا في الصلاة البتراء، وهي – فيما يَزعمون – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دون ذِكر آله.
وهذا الحديث حول " الصلاة البتراء "، لم يثبت بل لا سند له.

وإنما هو من الأحاديث المكذوبة المنتشرة في كتب الشيعة وليس لها أصل في كتب الحديث والأثر.

يقول الإمام السخاوي رحمه الله:
"ويروى عنه صلى الله عليه وسلم - مما لم أقف على إسناده - : ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء . قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : تقولون اللهم صل على محمد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى " انتهى من "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" (ص/121) .

وذكره العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في "الصواعق المحرقة" (2/430) بصيغة التضعيف " يُروى " دون عزوه إلى شيء من كتب السنة.

ويقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله – في رده على التيجاني زعمه أن هذا الحديث مجمع عليه - : " ما أجرأ التيجاني على الكذب ! وقد رجعت إلى كتب التفسير، فلم أجد أحدا ذكر هذا الحديث، أما الصلاة البتراء فهي من كذبات التيجاني، ولم يذكرها أحد من المفسرين الذين رجعت إلى كتبهم، وهم الطبري، وابن العربي، والقرطبي، والنسفي، والشوكاني، وابن الجوزي، وابن تيمية، وابن عطية، والنسائي، والسيوطي " انتهى من "كشف الجاني في الرد على التيجاني" (ص/59-60) طبعة دار الأمل – القاهرة.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ما هي الصلاة البتراء التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب بقوله : " لا أذكر في هذا حديثا صحيحا ، بارك الله فيكم " انتهى نقلا من موقعه على هذا الرابط :
ما هي الصلاة البتراء التي نهى عنها النبي - صلى الله عليه وسلم-؟

ثانيا:

ذِكر الآل مطلوب، كما في الصلاة الإبراهيمية، وفي بعض صيغها:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... رواه البخاري ومسلم
وفي بعضها: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ... رواه البخاري ومسلم
وفي بعضها: اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته ... رواه البخاري ومسلم.

وهذا في الصلاة، أما في خارج الصلاة فالأمر أوسع من ذلك.
فيُشرع أن يُصلي الْمُصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلى أصحابه.

ثالثا:

الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم – في غير الصلاة - مستحبة وليست واجبة ، إذ لم يرد دليل على الوجوب ، وقد نقل بعضهم الإجماع على ذلك – كما في " جلاء الأفهام " (ص/547) طبعة مَجمع الفقه.

لأن أكثر الأحاديث الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر الآل .

يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله : " إنها – يعني الصلاة على الآل - مستحبة عليهم بالنص " انتهى من "تحفة المحتاج" (1/27) .

وعلق العبادي في الحاشية بقوله :
" ترك الصلاة على الآل والصحب : لا حرج في ذلك ولا كراهة " انتهى بتصرف يسير.

والصلاة الكاملة على النبي صلى الله عليه وسلم هي التي يجمع فيها المسلم بين الآل والصحب والأزواج والذرية .

يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
" إني لأحب أن يدخل مع آل محمد صلى الله عليه وسلم أزواجه وذريته ; حتى يكون قد أتى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى من " أحكام القرآن " (1/73) .

فترك ذكر الآل والأصحاب، مع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه، ليس محرما يأثم العبد لأجله، وإن كان قد فاته الكمال في ذلك، وترك الأفضل المستحب.

رابعا:

وأما كلمة (الطاهرين)، التي يلتزمها الروافض:

فإذا كان يقصد بها العصمة والطهارة من الذنوب فهذا لا يجوز، وفيه مشابهة لاعتقاد الشيعة لأن البشر من طبعهم الخطأ والزلل، فلا عائشة ولا حفصة ولا علي ولا فاطمة رضي الله عنهم جميعا فلا أحد منهم معصوم.

وإذا كان قصده بالتطهير غير العصمة، فجيد وهذا مراد القرآن، ولكن لأن الرافضة يلبسون بها فلا يلتزم بها بل تركها أولى ويكتفى بما ورد وصح وينوع في ذلك.

كأن يقال: والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


والله تعالى أعلم.